السبت، 23 يناير 2010

أصل الخلية



في بعض المحاضرات العلمية الماضية, قمت بمناقشة سريعة جدا ومراجعة عامة لما يعرف بأصول الخلايا الحية

تخيل معي جسدك الحالي وهو عبارة عن جلد, يغطي باقي أجزاء الجسم الداخلية, وأن باقي تلك الأجزاء مختلطة ببعضها البعض, غير محيزة بحواجز أو قيود وكأنها عبارة عن مجموعة من الأعضاء التي تسبح في بركة كبيرة من الدماء ولزوجة الإفرازات المختلفة داخليا, هذا الشكل التخيلي هو بالضبط ما كانت عليه التركيبة التشريحية للخلية الحية الأولى التي عرفها التاريخ منذ أزمان بعيدة ماضية
الخلية كما يعرف الجميع هي عبارة عن شكل (يمكننا تجاوزا تسميته بالشكل الدائري) والتي تحتوي على أعضاء داخلية مثلها مثل جسم الإنسان (كتشبيه لتقريب الصورة), وهذه الخلية البدائية وفي بداية تكوينها كانت عبارة عن أغشية تحيط بسائل وهذا السائل يحتوي على بعض الأعضاء البسيطة المتناثرة هنا وهناك دونما وجود أغشية تحيط بكل عضو على حدة ودونما وجود لأدنى نوع من التخصص التشريحي المباشر, نعم هكذا بدأت أول خلية مكتشفة الى الآن في هذه الحياة الفانية
لم تكن الخلية متخصصة بشكل مباشر, ولم تكن تحتوي على الكثير من الأعضاء, وإنما كانت محاطة بغلاف طبيعي يحميها من العوامل البيئية الخارجية (لحدود معينة يعني) وكانت تحتوي على بعض الأعضاء الأساسية (والأساسية جدا وفقط) والتي كانت موزعة بشكل شبه عشوائي داخل حيز هذه الخلية, تسبح في بركة من السائل الخلوي الذي يتكون من مواد غذائية متسربة من البيئة الخارجية (للمحافظة على حياة الخلية) ويحتوي أيض
المزيد

The Genius of Charles Darwin between believers and Unbelievers

سبتمبر 4th, 2009 كتبها اسماعيل العبد مرتضى نشر في , Biology, General Medical Articles, Genetics Engineering
عبقرية داروين بين الإيمان والإلحاد
The Genius of Charles Darwin Between Believers & Unbelievers

فيلم وثائقي للبروفيسور ريتشارد داوكينز من جامعة أكسفورد
Scientific Program for Prof.Richard Dawkins, Oxford University

  الفيلم الوثائقي مترجم للعربية وموجود أسفل النص
The program is spoken in ENglish & translated to Arabic and is available under the written paragraphs

Charles Darwin     تشارلز داروين
Charles DARWIN
تشارلز داروين

نظريات التطور والإنتقاء الطبيعي والجنسي والبيولوجي كانت ومازالت مثارا للجدل الشديد بين الأوساط العلمية والدينية على حد سواء, فلها معارضوها من الطرفين, ولها مؤيدوها من الطرفين, وكل يدلي بدلوه من الأدلة والبراهين, بعضها مقنع, وبعضها الآخر بعيد عن الصواب

برأيي الشخصي أجد أن وجود تلك الفجوة الفكرية العميقة بين "بعض" العلماء و "بعض" المتدينيين هي عبارة عن فجوة وهمية وغير موجودة, لا تلبث سوى أن تكون فجوة فكرية ناتجة عن ضعف الترابط الفكري بين الدين والعلم, وبين أسلوب النظر الى الدين وأسلوب النظر الى العلم, وبين أسلوب تناول المادة الدينية الصرفة وأفكارها وبين أسلوب تناول العلم الصرف وأفكاره

أنا شخصيا, أجد أنني كلما تعمقت أكثر بدراساتي العلمية الأحيائية, كلما اقتنعت أكثر بأفكار الدين التي تعتبر بدائية لدى البعض أو خرافية لدى الآخرين, ولكني أؤمن يقينيا بأنه لابد من التبصر الحقيقي بكلا الطرفين, ولابد من تناول كل المواضيع بشكل علمي وحتى الدينية منها, ولابد من إيجاد الروابط الصحيحة والأمثلة الصحيحة لكل شيء, فما من شيء موجود في هذا الكون سوى وله أدلة وبراهين وإثباتات, بعضها نعرفه والبعض الآخر لا نعرفه, ولذلك وجب علينا أن نتناول كل الأفكار بشكل منطقي, ومن زاوية متفتحة عقليا وخياليا, لأنه وبالنهاية, المعرفة العلمية هي الطريق الصحيح للوصول الى الخالق والى الدين الصحيح المتمثل بوجود مسبب لكل
المزيد

Genetics & Life

يوليو 30th, 2009 كتبها اسماعيل العبد مرتضى نشر في , General Medical Articles, Genetics Engineering
الجينات والحياة
باللغتين العربية والأنجليزية
Genetics & Life
In both Arabic & English Languages
English version is after the arabic one

نرجوا ملاحظة أن الترجمة ليست حرفية وتقنية ولكنها بسيطة على قدر علمي باللغتين وقابلة لوجود أخطاء وهذا مطبق على جميع ما ينشر في هذه المدونة وشكرا





يوجد خلط كبير عندما يأتي الإنسان ليتحدث عن مواضيع علمية كالوراثة والجينات الوراثية, وتجد المفهوم العام لهذه المنظومة العلمية الطبيعية والمتكاملة منقوصة نوعا ما, فاما مبالغة شديدة في التوصيف وإما إستهتار شديد بالتأثر النابع عن هذه العلوم
لن أتحدث كثيرا عن معلومات علمية وتقنية تخص هذا الموضوع بشكل مباشر, ولكني فضلت أن أنوه وأتحدث الآن عن بعض الروابط الطبيعية التي قد يسهوا البعض عن التفكر بها بين آن وآخر فيما يخص هذه العلوم, وخصوصا عندما يتبادر الى ذهن الإنسان بأن مشاكله كلها نابعة عن الوراثة أو أن الحلول كلها تأتي عن طريق العلاج بالوراثة والخ, وكون المفهوم العام مختلط على الكثيرين بما فيهم بعض المختصين, وجدت أن نقاش هذا الموضوع بشكل متسلسل ومتدرج وفي بعض النواحي قد يسهل فكرة تفهم هذه الآلية المتشابكة والمعقدة كثيرا مما لا يخفى على الجميع
يظن الكثيرون أن الجينات تتحكم بشكل نهائي في كل شيء يخص الإنسان بما فيها قدره وشكله ونفسيته, وهذا صحيح حرفيا وينطبق على كل الكائنات الحية بما فيها الأحياء الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات والفطريات والخ, ولكن وكما أن الجينات تعلب دورا أساسيا في تكوين كل شيء, وتفصيل مكنوناته ونوعيته والخ, الا أنها ايضا تقسم الى عدة أنواع مختلفة في داخل نواة الخلية الحية, ففيها الأقسام الثابتة الغير قابلة للتعديل طبيعيا أو بشكل طبيعي, ومنها الأقسام القابلة للتشكل أو التغير, أو كما يمكنني أن أقول أنها قابلة للتطور والتحور في الشكل والمضمون تبعا لنوعية الرابطة الكيميائية بها, ولنوعية ما يحيط بها من مواد كيميائية, ولتأثرها المباشر بالبيئة المحيطة من درجة حرارة وشحنات كهربائية ومواد كيميائية متواجدة وأخيرا تبعا لتأثرها بنوعية الطعام والشراب والخ
طبعا هنا تأتي نقطة بالغة الأهمية وخصوصا اذا كان القارئ ملم بهذا الموضوع وله أن يسأل…..كيف تقول أن هناك أنواع أو أجزاء من الرابطة الجينية قابلة للتغيير والتحور بالشكل أو الوظيفة أو المضمون مع أن من أساسيات علوم الوراثة والمادة الوراثية وخصائصها هي أن تكون "غير قابلة للتغيير" وثابتة كيميائيا بثبات الإنسان؟
هنا ياتي الجواب تباعا بأن ما أقصده هو أن هناك حيثيات مختلفة عند النظر الى المادة الوراثية عند الإنسان أو أي كائن حي آخر, فثبات المادة الوراثية كيميائيا وعدم تأثرها المباشر بالبيئة يعطيها حمية دفاعية لأنها مادة مهمة ومحاطة بالكثير من العوامل الدفاعية, ولكن للأمور النفسية والهرمونية دور في التأثير على هذه المواد, وللسموم دور أيضا, وللانزيمات دور أيضا, فهناك عوامل لو زادت عن حدها أو حدث بها تغير تؤثر بشكل مباشر على تفاعل الجينات الوراثية ونتائجها ووظائفها أيضا, كما أنه لا يخفى أن هناك بعض الطفرات الجينية التي تحدث عند الولادة مثلا, أو بوجود بعض الطفرات التي تحدث نتيجة الأسلحة البيولوجية, أو الطفرات التي تحدث نتيجة التسمم الفكري والنفسي والإكتئاب الحاد مثلا…وقس على ذلك من أمور متناهية الدقة والصغر ولكن التأثير أيضا

ولذلك يمكنني القول أن هناك العديد من الخصائص البشرية الثابتة نتيجة ثبات الجينات المولدة لها , ولاحظوا معي أنه يجدر التنويه الى أن كلمة جينات هي كلمة معممة نوعا ما حيث أن هناك خصائص أخرى عميقة داخل مكونات الجين الواحد والتي تلعب دورا مهما في تأثير هذا الجين على الكائن الحي
كل ما أريد قوله كبداية فقط في هذه النوعية من المواضيع بانه من غير الصحيح علميا أن نقول أن الجينات تلعب دورا مباشرا واحدا فقط في الطبيعة الفيسيولوجية والإنسانية, وأنها لا تتغير ولا تموت ولا تتبدل ولا تتحور في وظيفتها وشكلها ومضمونها مع الزمن أو مع وجود متغيرات أخرى….كما أنه من غير الصحيح أن ننسب الكثير من الأمراض الى الجينات فقط دون النظر الى العوامل الأخرى التي حفزت هذه الجينات على إظهار الخلل فيها, أو لا يمكنني أن أقول خلل ولكن يمكنني أن أقول إظهار أحد الجوانب الوظيفية لها, والتي كانت ضامرة لأي سبب كان
ولا يمكنني القول أنه لا توجد علاقة بين الأمراض (النفسية أو الفيسيولوجية) وبين الجينات, حيث ان الجينات الوراثية تلعب دورا فعالا في كل البنية الإنسانية, النفسية والوظيفية لدى البشر, وإنه لمن المجحف بحق العلم أن نتناول موضوع الجبنات بجانب التحيز الأخلاقي فقط, أو التحيز العلمي فقط
وأرى أنه من المناسب علميا القول بأن الجينات الوراثية هي تعبر عن عمق العلوم النووية الطبية والسريرية, وأن باكتشافها و دراستها تولد لنا علم جديد قابل للتلقيح والتخصيب والإكتشاف, مما سيتيح المجال للبشرية بالتخلص ونهائيا من الكثير من أوجاعها, كما وأننا لابد وأن نتعامل مع هذا الموضوع بشكل علمي أخلاقي بنفس الوقت, حيث أننا لابد أن نأخذ بنظرة العلم والتي تأبى أن تنفي علاقة الجينات بكل شيء من الألف الى الياء في حياة الإنسان, ولكن العلم بنفس الوقت ينفي ثبات هذه الأفكار وعدم تغيرها, وينفي العلم أيضا عدم تأثر الجينات بالعوامل البيئية والنفسية والأخلاقية والدينية والتربوية والخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق