الاثنين، 8 فبراير 2010

التوكسوبلازما والحمل

الإصابة عند الحوامل:
تؤدي الإصابة في المرأة الحامل إلى الاجهاض أو ولادة طفل مصاب وتزداد فرص إصابة الجنين كلما زادت مدة الحمل حتى تصل النسبة إلى 60٪
معظم حالات انتقال الطفيلي تتم عبر المشيمة وعادة تحدث قبل المخاض وفي بعض الحالات لا ينتقل الطفيلي للجنين إلا بعد أن يبدأ المخاض ، ونادراً ما ينتقل الخمج للجنين عندما تصاب الأم بالخمج في فترة الاخصاب أو خلال شهرين من الحمل حيث يبدو أن فعالية المشيمة كحاجز أمام خمج الجنين خلال هذه الفترة من الحمل تكون أفضل وتقدم حماية في حوالي 80٪ من الحالات وفي بعض الحالات تطرح الإناث المقوسات مع مفرزات المهبل وقد يعدى الجنيين أثناء الولادة المهبلية
هذا ويكون انتقال الخمج للأجنة أقل في الثلث الأول من الحمل 15٪ منه في الثلث الثالث 60٪ لكن شدة الخمج أكبر عندما ينتقل باكراً أثناء سير الحمل .
إذا كان لدى الحامل مناعة ضد هذا المرض من إصابة سابقة للحمل فإنها تكون محصنة ضده ولا يمكن إصابتها به وبالتالي لا تنقل العدوى لجنينها ،وحتى تنتقل العدوى للجنين يجب أن تصاب الحامل غير المحصنة بالعدوى أثناء الحمل أو قبله مباشرةً .
1- إذا حدثت العدوى للسيدة الحامل في الثلث الأول والثاني من الحمل تكون الإصابة خطيرة على الجنين في الرحم وغالبا ًيحدث اجهاض .
2 – إذا حدثت الإصابة في الثلث الأخير من الحمل يولد الطفل ميتاً أو مشوهاً أو متخلف عقلياً أو وجود تضخم مائي بالرأس أو فقد الإبصار نتيجة إصابة شديدة في العين أو إصابات خلقية في عضلة القلب تؤثر على أدائه كما يلاحظ الحمى واليرقان والطفح الجلدي وضخامة الكبد والطحال
3 – إذا لم تظهر الأعراض عند الولادة فقد يظهر واحد أو أكثر من هذه الأعراض بعد 4-12 أسبوع من الولادة وهي:
استسقاء الرأس أو صغر الرأس
التهاب المشيمية والشبكية العينية المزدوج لكلا العينين والأطفال الأكبر سناً بجهة واحدة تكلس الدماغ ويتحرى عنه شعاعياً حيث تكون هناك تكلسات نقطية منتشرة بشكل منتظم بمختلف مناطق الدماغ اضطرابات عصبية مركزية وظيفية وتنفسية
أعراض الشكل المكتسب عند الإنسان:
1 - يوجد مدى واسع للأعراض عند الإنسان نظرا لتعدد الفترات واختلاف نوعيتها وتفاوت مقاومة الأثوياء وتتراوح بين إصابة تحت حادة والتهاب رئة صاعق مميت والتهاب الدماغ والنخاع الشوكي وتعد إصابة العقد البلغمية دون ظهور حمى أو تعب على المصاب من أكثر الظواهر التي تشاهد بهذا الشكل وتصاب مجموعة كبيرة من العقد البلغمية وغالبا هي العقد العنقية وتحت القذالية وفوق الترقوة والإبطية والإربية وتلاحظ هذه الحالة عند الأشخاص ذوي المناعة الطبيعية وتكون حالة المريض محدودة ونادرا ما تحتاج لعلاج .
2 - على العكس تكون الإصابة حادة وصاعقة أحيانا عند الأشخاص الذين يتناولون علاجات مثبطة للمناعة أو الذين أصيبوا بأمراض في نقي العظم أو في الجهاز الشبكي البطاني أو أيضا في الدم، ومرض العوز المناعي والمسنين وحديثي الولادة أو الإصابة بالإيدز، ولوحظ عليهم التهاب رئة والتهاب عضلة القلب وطفح بقعي حطاطي والتهاب دماغ أما الأعراض العصبية الشائعة فهي الصداع وتوهان ونعاس، وتكون إصابة الدماغ والنخاع الشوكي على شكل آفة كتليةMass lesion
3 - أما الذين يتمتعون بمناعة معتدلة يصابون بالعترات ذات الفوعة العالية فقد يظهر عليهم الطفح الجلدي البقعي والتهاب عضلة القلب والتهاب الرئة وآلام عضلية وآلام مفاصل والتهاب السحايا والدماغ وقد تترافق هذه الحالة بالغيبوبة أو الشلل النصفي والصداع والغثيان واختلاجات مفاجئة وفقد البصر وخمول واكتئاب
المرض في الحيوانات:
الأغنام و الماعز
1-التهاب السخد (Placentitis) و التهاب الدماغ و العينين
2- الإصابة في اول 40 يوم من الحمل تؤدي الى نفوق الجنين و عقم مؤقت . 3- الإصابة من (40-110) يوم تؤدي الى الإجهاضات . 4- الاصابة من (120) يوم تؤدي الى ولادة الحملان غير نافقة وربما تنفق الحملان خلال اول ثلاثة ايام
5-أهم الأعراض في الحملان هي الارتعاش و الضعف العضلي و عدم المقدرة على التغذية
في نيوزلنده يكون داء المقوسات هو احد الأسباب الرئيسية في هلاك الحملان قبل الولادة
في استراليا أشار (Munday 1975) انه في خلال الفترة (1962-1968) وجد بأن 46% من حالات الإجهاض و اهلاك في الحملان كان بسببها مقوسات كوندى
اما في فرنسا فإن المرض تصيب الماعز حيث يبين (Dubey & Williams 1979) ان سبب الإجهاض في حوامل الماعز و سبب أمراض الجهاز التنفسي هو الطفيلي المذكور .
الخنازير وفي الخنازير الرضيعة
يكون داء المقوسات من الأمراض المهمة في اليابان فلقد أشارت التقارير الى حدوث ثورات مرضية عديدة في هذه الحيوانات
الأبقار
يتميز المرض بالطور الحاد و تكون أهم الأعراض الحمى ضيق في التنفس و العلامات العصبية قد يحدث انتقال الطفيلي عن طريق الرحم الى الأجنة
في الخيول
يكون المرض بدون أعراض واضحة و لكن هناك عدة حالات ظهر فيها تلين النخاع
الدواجـــن
المرض نادرا في الدواجن و يصيب الأنواع الداجنة و البرية فها و يلاحظ في الحالات الحادة وجود بقع نخرية في الكبد و الطحال و الرئة و العقد اللمفاوية .

القطط
لاتوجد هناك أعراض سريرية واضحة في القطط و تلعب هذه الحيوانات دورا مهما في وبائية المرض وكانت نسبة الخمج في دماغ القطط المفحوصة في امريكا تتراوح بين (11-24,3%)1973 (Dubey)
أما الأعراض السريرية في صغار القطط فهي الإسهال و التهاب الكبد و الدماغ والرئة
الكلاب
تكون اعراض المرض واضحة في حالة تعرضها الى أمراض أخرى مثل طاعون الكلاب (Distemper) .
الأرانب و خنازير غنيا
يصيب المرض صغار الأرانب و خنازير غنيا و تكون الأمراض السريرية واضحة فيها
الحكم على الذبيحة في المجزرة:
تتلف اللحوم التي تظهر عليها العلامات الحادة المميزة للمرض في اللحوم الحاملة للتكيسات ( Cystozite ) يمكن قتل الطفيلي وذلك بتعريضها الحرارة اعلى من ( 65) درجة مئوية لمدة عشر دقائق أو بتجميدها لحرارة دون العشرين درجة مئوية هذا الشكل الطفيلي يقاوم لعدة أيام في درجة الحرارة + 4 مئوية
التشخيص:1
1-اختبار الصباغ لسابين وفيلدمان: SF
يعتبر من الاختبارات الجيدة في الكشف عن التوكسوبلازما حيث يعتمد على عدم صبغ المقوسات الحية بصبغة الميثلين الأزرق في حال وجود الأجسام المضادة في مصول الإنسان والحيوانات المراد الكشف عن الإصابة فيها ، وفي حال صبغ المقوسات بصبغة أزرق الميثلين فإنه يدل على عدم وجود المرض
2- يمكن تشخيص الخمج الخلقي:
- بعزل المقوسات من السائل الأمنيوسي.
أو
بعيار أضداد IgM النوعية في دم الجنين
3- اختبار التألق المناعي الغير مباشر: IFA ((Indirect Fluorescent Antibody
يعتبر من الاختبارات الجيدة في الكشف عن المرض في الأطفال حديثي الولادة والذي يكشف عن وجود الغلوبيولين من نوع IgM وهذا النوع لا ينفذ من خلال جدار المشيمة إلا في حال وجود آفة مرضية
4- اختبار التلازن الدموي الغير مباشر:
5- اختبار فحص الجلد للحساسية :Toxoplasmin Test
6- اختبار تثبيت المتمة:Complement Fixation Test
7- اختبار الاليزا: Eliza Test
8- اختبار الحقن داخل الأدمة :
له فائدة في الدراسات الوبائية الميدانية والذي يعطي تفاعل جلدي واضح في الحالات الموجبة
9- الفحص المجهري: لإثبات وجود المقوسات في شرائح الأنسجة أو اللطخات أو رواسب أنسجة الجسم كالسائل الدماغي الشوكي وخزعات العقد اللمفاوية أو الخزعات العضلية وعينات من القشع بحال التهاب الرئة .
10- الاختبارات الحيوية: بحقن حيوانات التجارب من العينات داخل الأدمة ويبدو تفاعله الأشد في24-48 ساعة ويدل وجود الأضدادIgm بأي عيار على فاعلية الداء، كذلك يزداد IgG أربعة أضعاف وتبقىIgm مرتفعة مدة 4 أشهر .
العلاج عند الحيوانات :
نادرا ما يسمح بعلاج القطط أو الحيوانات المصابة حيث تعتبر مصدرا للعدوى يجب اعدامه بمجرد اكتشافه والعلاج الرئيسي متكون من بايرميثامين و سلفاديازين
Pyrimethamine + Sulphadiazin )
بايرميثامين ----- يمنع تكوين انزيم وهو قاتل للطفيلي الجرعة 0.44 ملغم / كغم
وسلفاديازين ----- يقلل من تكوين حامض الفوليك الجرعة 73 ملغم / كغم وعند استعمال المضادين الحيويين معا سلفاديازين + بايرميثامين فان فعالية البايرميثامين تتضاعف ست مرات
العلاج عند الإنسان:
1- يتم علاج الأشخاص المصابين من المواليد الجدد و السيدات الحوامل وممن يعانون من تثبيط مناعي بمركبات السلفا الثلاثية مع استعمال الفوليك اسيد (10 ملغم يوميا) لتقليل الآثار التسمية لها ويجب اجراء فحص دوري لكريات الدم اثناء العلاج والجرعة التي ينصح بها هي : تراى سلفا بيرميدين او سلفاديازين + بيريميثامين ( Daraprim ) 25 ملغم و للأطفال 1 ملغم / كغم وزن حي يوميا بطريق الفم لمدة 3-4 أسابيع و يجب عدم استخدام السلفا وحدها خلال الثلث الأول من الحمل
2-أما الأشخاص العاديون المصابون فلا حاجة لعلاجهم إلا إذا كانت الإصابة في عضو حيوي كالعين و المخ و القلب وتحتاج تدخلا طبيا وفي هذه الحالات يمكن اللجوء إلى الكورتيزونات المواجهة للالتهاب .
3-السبيراميسين Spiramycine : مضاد حيوي يستعمل في معالجة داء المقوسات عند الحامل لأنه ينقص من خطر العدى الجنينية بقيمة 50-60% اذاً أهميته للجنين هي أهمية وقائية وليست على كل حال علاجية .
طرق الوقاية:
1- التخلص من القطط الضالة و مكافحة الفئران داخل البيت حيث أنها من أكثر المصادر إصابة بهذه الأمراض المشتركة والتي تنقلها الى الانسان .
2- تعتمد المكافحة اساساً على نوع تغذية القطط و لذلك عدم السماح للقطط المنزلية بافتراس الفئران أو العصافير او أكل اللحوم النيئة كما يجب معاملة براز القطط بالماء المغلي أو بالحرق أو بالمطهرات القوية مثل الفورمالين أو اليود أو النشادر
.3- نشر الوعي الصحي و الثقافي و التنبيه عن اخطار المرض و خاصة في المناطق التي ينتشر فيها . 4- استعمال المبيدات الحشرية لمنع الحشرات من نقل الطفيلي
.5- تجنب التلوث في المختبرات التي تعمل على فحص براز القطط وذلك بارتداء القفازات و الملابس و الواقية
.6- يعتبر وجود خلايا البيضة للطفيلي في براز القطط من العوامل المهمة في إصابة آكلي الحشائش و خاصة الأغنام و لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل تلوث المراعي ببراز القطط و الحيوانات الاخرى
7- .يصاب الإنسان عند تناوله اللحوم الغير مطبوخة بصورة جيدة لذلك يجب عدم تناول اللحوم الغير المطبوخة طبخا جيداً وخاصة الهامبرغر في المطاعم و غيرها.
8- المراقبة الدقيقة و الفحص الكافي للحوم وخاصة في المناطق الموبوءة بطفيليات المرض
.9- اعطاء مادة مونيسين ( Monensin ) في العلف للأغنام الحوامل 15 mg/ head في ثلاثة الشهور الأولى من الحمل للتقليل حالات الاجهاضات في الأغنام و كذلك اعطاء مادة (D e coquinate ) في العلف .
10-إتباع قواعد النظافة العامة
11 - هناك ارشادات خاصة بالنسبة للنساء الحوامل والتي يجب اتباعها لمنع الاصابة بهذا المرض والتي تشمل:
1- طبخ اللحوم بصورة جيدة
2- غسل الأيدي بالماء و الصابون بعد ملامسه اللحم أو براز القطط أو الرمل الذي قد يكون حاوى على فضلات هذه الحيوانات
3- عدم تناول حليب الماعز غير المبستر و الجبن المصنوع من حليب الماعز
4-عدم تناول الفواكه و الخضراوات غير المغسولة
5- تنظيف بيوت القطط المنزلية وحرق او اتلاف فرشها
6- استعمال المبيدات الحشرية لمنع الحشرات من نقل الطفيلي من براز القطط إلى الطعام
7- وأهم شيئ للمرأة الحامل هو اجراء فحوصات كل أربعة أو ستة أسابيع من أجل معرفة ما إذا كانت الاجسام المضادة قد بدأت تظهر مما يعني وجود اصابة .و اذا كان الأمر كذلك يمكن العلاج بالمضادات الحيوية التي تمنع انتشار الطفيليات و بالتالي يمكن تجنب ايقاف الحمل ، ويمكن حاليا التعرف عن مدى إصابة الجنين بفحص السائل الرحمي ودم الجنين في 95% من الحالات يكون الجنين سليما اما اذا كان مصابا يمكن طرح مسألة الإجهاض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق